لماذا ما زلتم مسلمين؟

قال تعالى في سورة الأعراف: «إِن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في سته أيام ثم استوي على العرش يغشي الليل الناس يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره الا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين(54)»

الأن عندما نقرأ الاية نعلم أن الله خلق السماوات والارض معا في سته أيام. حسنا، دعنا نكمل:

وفي سورة فصلت: «قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الارض في يومين وتجعلون له أنداداً ذلك رب العالمين (9) وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعه أيام سواء للسائلين (10) ثم استوي إلي السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين (11) فقضاهن سبع سماوات في يومين وأوحي في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم (15)»

يشيرُ تفسيرُ البغوي إلى أنَ المقصود بالأرض خلقت في يومين يرادُ بها: خَلقَ ما في الأرض، وقدرَ الأقوات في يومين. فهما مَع يوميّ خلقِ الأرض أربعةِ أيام، كما تقول: تزوجتُ أمس إمرأة واليوم إثنتين، وإحداهُما هي التي تَزوجتها بالأمس. فترى فِي كلامِ الله أنَ الأرضَ خُلقت فِي أربعةِ أيامٍ والسماء خلقت في يومين.

ولكننا نعلم الحقائق التالية:

الشمسُ أكبرُ من الأرض بـ 333,000 مرة، وتتركز فيها كتله 98.8% من كتلةِ المجموعةِ الشمسية، والشمس تقع في مجرةِ درب التبانة، ومجرةُ دربِ التبانة يبلغ قطرها 100000 سنةٍ ضوئية(1)، معنى أن الضوء سيستغرق 100000 سنة ضوئية ليقطعَ المجرة. والمجموعة الشمسية عبارة عن 3.2 سنة ضوئية، معنى ذلك أن المجموعة الشمسية كُلها عبارة عن 0.0032% من حجمِ مجرةِ دربِ التبانة، وهناك حوالي 100 مليارٍ من المجرات في الكونِ المنظور. المسافة بينَ مجرتنا – مجرة درب التبانة – وأبعد مجرةٍ في الكونِ المنظور هي 15 مليار سنةٍ ضوئية، وقَطرُ الكونِ كله – وليس المنظور فقط – عندما تم حسابه كان 180 مليار سنةٍ ضوئيةٍ. وكل ما ذكرتهُ هو مجرد 5 بالمئة منَ المادة الموجودةِ في الكون. هل تعلم سعه ما ذكرته الأن؟ هل تعلم مقدار حجم وكتلة المادة الموجودةِ في الكون؟ وكل هذهِ المادة قد نتجت من الانفجار الكبير.

حسناً، قارن معي حجم المجموعة الشمسية بأكملها، والتي تمثلُ الشمسَ 98.8 بالمئة من كتلتها بحجم المادة الموجودة في الكون. ستجد أنَّ كتلة المجموعةَ الشمسيةَ تنعدمُ إذا ما قورِنت بحجمِ المادة الموجوده في الكون كله.  فإذا كانت الأرض قد أخذت من الله في خلقها أربعة أيام كما ذُكر في الأية وذَلك ضِعف الوقت الذي إستغرقه تَعالى لخلقِ السماء (وهي الكون الكون كله)، فهل يصدقُ عاقلٌ هذا الكلام؟ إلا إذا كانَ هذا مجردَ كتابٍ كتبهُ بدويٌ لا يعرفُ عن العلمِ شيئاً، وإستطاع السيطرة بالإسلام على الناس لما وضعه من قيود عقلية.

وإن إعترض معترض وقال إنما خلقت في يومين، صدقني لن تناسب المدة حتي ولو خلقت في ثانيه واحده، فهل تعلم مقدار ضئاله حجمِ الارض إذا ما قورنت بقدار مادة المجموعه الشمسيه فقط فما بالك اذا ما قورنت بماده الكون؟

وسيأتي مدعٍ للعلم ويقول «هل تعلم ماهو اليوم عند الله؟». يا سيدي الفاضل، أنا أتكلم عن نسبةِ المدة التي خَلقَ الله فِيها الأرضَ والسماء. معنى كلامي كيف يستغرق الله أربعة أيامٍ أو حتي يوماً في خلقِ الأرض – وهي لا تساوي إلا ذرة ترابٍ مقارنة بالكون المنظور – ويستغرقُ فِي خلقِ بقيةِ الكونِ يومين أو أربعة؟ أليست هذه أسئلة لو سألتها لنفسك وأنت مسلم، لن تظل مسلماً بعد ذلك يوماً واحداً؟ ولكن كما قلت، ما وضعه من قيودٍ عقليةٍ عليكم هُو مَا يمنعُكم من ذلك.

ليس لَدينا إلا إحتمالين لتفسير هذا التناقض، الإحتمال الأول هو: أنَّ رَبكم لَم يخرُج خَارجَ حدودِ الأرض ليرى سعة الكون. أما الإحتمال الثاني: أن محمداً هو من ألفَّ القرأن. لا شكَ أنهُ ذكي، فقد إستطاع خِداعكم عَلى الرغم من جَهلِه، وجَهلهُ يظهرُ في كلِّ أيةٍ يَتكلم فِيها عَن مَا لا يَعلم عَنهُ شيئاً.

كيف لإنسان يَملِكُ عقلاً في رأسهِ ويمتلكُ هذه الأدوات المعرفية، وما زال يَظن أنهُ سيدخل الجَنة بأعمالهِ الصالحة وأن هنالك كائناً ما في السماء يراقبه؟ لا تهينو ذكائكم وأفيقو مِن هذهِ الغيبوبة. ويبقى السؤالُ قائماً: لماذا ما زلتم مسلمين؟


(1) السنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في سنة وسرعه الضوء هي 300 الف كيلو متر في الثانية