هل الالحاد مرحله عدم نضج وقريبا ستعود لصوابك؟

هذا المقال منقول عن مدونة بن باز «نبضات بن باز: عقلانية انسانية متحررة»

ان هذا السؤال يتم سؤاله عادة من الملحدين الصغار اكثر من الكبار لان الصغار عادة ما يمرون بمراحل عده خلال اكتشافهم للافكار المختلفه والفلسفات والمواقف. على الرغم من ان مصطلح “مرحله” يتم اسخدامه هنا بطريقه مهينه. لانه لايوجد شيء خطا في التجربه والاكتشاف. اذا مر احد ما بتجربه الالحاد فما المشكله هنا ؟
على الصعيد الاخر، هناك صيغه اتهام في طريقة طرح السؤال. فطارح السؤال يفترض ان الملحد ليس جادا بشان الحاده وان الملحد اصلا لم يفكر كثير في معنى الالحاد ولا حتى الدين. في الحقيقه هذا ربما يكون حقيقيا في بعض الحالات. فليس كل انسان قال عن نفسه ملحد فهذا يعني انه فكر بقوه واستغرق وقتا في بحث الالحاد والاديان.
انهم عندما يتهمون الملحد بانه لم يدرس فكره الالحاد جيدا فان هذا من المفترض ان يتضمن ضمنيا ان هذا الملحد بعينه لم يدرس فكره الايمان جيدا وتركها لاسباب غير ملائمه. ولكن ما يحدث هو انهم يقولون انه لا يوجد ملحد لديه اسباب كافيه لرفض الدين والايمان. ويتم التعامل مع الامر بشكل تعميم .. مع ان حقيقه الامر غير ذلك
1- ان اول شيء يجب علينا ان نلاحظه هو انه ليس كل ملحد يمكن ان نطلق عليه انه يمر بمرحله. فهناك البعض يمرون ولكن الاغلب لا.   يمكنك ان تقول اننا جميعا نمر بمراحل لاننا لا نتبنى نفس الاعتقادات والمواقف على مدار حياتنا. وليس في هذا اي خطا. بل هو علامه على الصحة العقليه. ان المشكله هي في عدم التغير والتطور. اذا اي شيء قد نعتبره مرحله في حياتنا ولكن هذا لا يعني انه مر علينا مرور الكرام بدون ان نعطيه حقه من التفكير.
2- الشيء الثاني الذي يجب علينا ملاحظته هو انه لو كان هناك شخص يمر فعلا بمرحله عابره في الالحاد وانه لم يفكر ولم يدرس جيدا فهذا ليس له اي معنى سيئ متعلق بالالحاد. ونفس الامر حينما يكون انسان متدين وهو لم يدرس الامر جيدا.
يجب علينا ان ندرك ان الحوافز والعقبات والظروف التي تدفع انسان الى اعتقاد ما لا تعلي ولا تقلل من هذا الاعتقاد.
ان الافكار تصمد او تسقط بسبب ادلتها وحججها التي تدعمها او تنقدها.
3- اخيرا.. صحيح ان بعض الملحدين وخاصتا الصغار او الجدد، ربما لم يدرسوا الامر جيدا، سواء الفكر الديني او اللاديني. ولكن ايضا يجب ان نعلم انه غالبا فان الملحدين هم الذين درسوا الدين واللادين اكثر من المؤمنين.
ان المؤمنين عادتا ما يتم تلقينهم دين معين ونظام اعتقادي معين في سن صغيره وغالبا لا يعيدون التفكير في اصول الدين او الاعتقاد لفتره طويله في حياتهم ان لم يكن كلها. ان الملحد الذي ترك الدين غالبا ما يكون قام ببعض البحث الجاد في طبيعه الدين والايمان. وبالتاكيد قاموا باعاده النظر في ما تم تلقينهم اياه في السابق وبالتالي فهم يعرفون تاريخ الدين واصله وبعض التفاصيل اكتر من كتير من المؤمنين.