هذا المقال منقول عن مدونة بن باز «نبضات بن باز: عقلانية انسانية متحررة»
ان السبب الرئيسي لعدم الايمان باي اله هو غياب الاسباب الجيدة لكي تكون مؤمنا. يعني ان الدليل على ادعاء ما يجب ان ياتي به المدعي (مثل المؤمن الذي يدعي ان الله موجود) وطبعا الغير مؤمن لا يحتاج الى اسباب تبرر عدم ايمانه. ولكن ان ذكرنا اسباب لعدم الايمان في هذه السلسلة ستكون باب تدعيم الموقف ليس اكثر. ففي الحقيقة على المؤمنين ان يحضروا لنا ادله قوية على ايمانهم.
وهذا لا يعني انه لا يوجد اسباب تبرر عدم الايمان، بالعكس، هناك الكثير من الحجج التي تصب الكثير من الشك على الادعاءات الدينية وتبرر تماما عدم الايمان او الشك او حتى ترك الدين تماما.
عندنا يتخلى الانسان عن انحيازه الى عقيدته ثم يدرك شيء بالغ الاهمية: وهو ان عبء الاثبات يقع على من يقول ان الايمان شيء عقلاني او ضروري. المتدينين في الحقيقة لا يستطيعون تحمل هذا العبء وبالتالي لا يستطيعون ايجاد اسباب جيدة لكي نقبل ادعاءاتهم. وبالتالي فان غير المؤمنين ليس امامهم اسباب تدفعهم! ان اي انسان غير متحيز لاي دين ما ليس امامه سبب يجعله يختار دين ما او اعتقاد ما لكي يعتنقه من دون سائر الاعتقادات
وبالتالي عندما يسالك احدهم لماذا لاتؤمن؟ كانه طلب منك ان تبرر موقفك. وبالتالي سيكون ردك انا لم ارى اي سبب جيد لكي اكلف نفسي عناء الايمان. وبالتالي انت هكذا رميت الكره في ملعبه وجعلته هو من سيتولى زمام المبادره لاثبات ما يجب عليه ان يثبته. كثيرا جدا ما ينسى المؤمن ان موقفه هو الذي يحتاج الى دفاع وتبرير وردود وبالتالي فان رددت بهذه الطريقه عليه ستجعله يستوعب هذه النقطه بشكل افضل. ان لم يكن المؤمن قادرا على ايجاد اسباب جيدة لاختياره دينه بالذات والهه بالذات سائرا عن باقي الاديان التي يعتبرها خاطئة فلا يجب عليه ان ينتظر منك ان تقدم له حجج لرفضك لدينه ايضا!
على المؤمن ان يفكر في دين ما ويسال نفسه السؤال الاتي: لماذا لا اؤمن به او بالهه؟ البعض سيرد بان دينه يمنعه من مجرد التفكير في اي دين اخر والاستغفار ان راودته هذه الشكوك! البعض الاخر سوف يرد بنفس الرد الذي قلته في الاعلى ( وهو انه لا يوجد سبب محترم يجعله يؤمن بوجود اله ذلك الدين). حسنا! الملحد ايضا يفكر بنفس الطريقه وهذا يوضح لنا ان عقول الملحدين او المتدينين ليس بذلك الاختلاف الذي قد يصوره البعض. معظم المتدينين هم موحدون وهذا يعني انهم يرفضون عشرات الالاف من الالهه الاخرى ماعدا اله واحد فقط. الملحد بكل بساطه يرفض هذا الاله الاخير ايضا
ان الفرق الاهم والاكبر بين الملحد والمؤمن هي كيفية وصول كل طرف فيهم الى هذه الاستنتاجات.
اي لماذا المؤمن يرفض الاف الالهه ويقبل بواحد ؟ ولما الملحد متشكك او متحرر الى هذه الدرجه التي يرفض فيه كل الالهه؟
ان المهم هنا ليس اختيارك الشخصي ولكن المهم هو اسباب هذا الاختيار.
عندما يكون عندنا فكره محترمه عن الاساليب العلمية التي يستخدمها الناس لتكوين اعتقاداتهم وارائهم فان علينا ان نسال اي طريقه من هذه الطرق تبدوا الافضل تكتيكيا للوصول الى الحقيقة. ما اعنيه هنا هو، اننا يجب ان نسال: اي طريقه هي الافضل في مساعدتنا في تمحيص وتنقية تلك الادعاءات الانهائية التي نقابلها على مدار حياتنا اليومية وبالتالي سوف نرمي الاعتقادات الزائفة ونقللها ونزيد من مجموع الاعتقادات الصحيحة لدينا. على سبيل المثال، ان استطعت تطوير طريقه علمية للوصول الى قرار او اعتقاد ما ، هل تستطيع ان تستخدمها في قرار شراء بيت او سياره؟ او تقييم ادعاءات ووعود شخص ما يريد الترشح لمنصب سياسي. هل يمكنك عن طريقها تقييم اداء حزب آخر غير حزبك؟
ان هذه اسئلة مهمه لانها سوف تكشف ان كان الانسان سيتبع في تفكيره حول الله ووجوده نفس الاسلوب الذي يتبعه في باقي مناحي حياته. في الحقيقة القليل من الناس متسقه مع نفسها في هذه المساله. اي انهم يطبقون معايير اقل بكثير من ناحية المنطق والدليل على دينهم الذي نشؤوا عليه.
السبب الثاني: يتبع في المقال القادم ،،،
منشورات ذات شعبية