وثائقي: هل ما زلنا نتطور؟ – أليس روبرتس
لقد إستمر تطور الكائنات الحية لـ 3 ونصف مليار سنة مضت فهل يعقل أنه توقف؟ بالطبع وبكل تأكيد, كلا, لم يتوقف التطور. تستعرض عالمة التشريح والإناسة أليس روبرتس أمثلة حية على التطور بدئاً من الحيوان فحين تُعرَض بيئة ما لضغط إنتخاب طبيعي معين, كتواجد مادة سامة, سوف يؤدي هذا الى ظهور أنواع جديدة من الكائنات الحية التي تسكن هذا المكان.
ولكن ماذا عن الإنسان؟ هل توقف تطوره؟ هل يشبهنا الإنسان العاقل الذي عاش قبل 30 الف سنة؟ وإن كان مختلفاً, فبماذا يختلف؟ هل كان لنمونا الثقافي والإجتماعي وإستخدام أليات الطب الحديثة أثر في إيقاف التطور؟
كل هذه الأسئلة وأكثر منها, تجيب عنها الدكتورة أليس روبرتس في بحثها الذي يعبر من بلد الى أخر. فتبدء بزيارة مناطق يوجد فيها ضغط للإنتخاب الطبيعي على الإنسان وتبحث عن كيفية تطور الإنسان للتعامل مع هذه الظروف القاسية.
وتكمل رحلتها لزيارة مشروع الجينوم البشري, وتتسائل عن ما يقدر أن يخبرنا هذا الجينوم عن تطورنا في السنين الماضية؟ ما هي الصفات التي كانت لدى أسلافنا وإستغنينا عنها؟ وما هي الصفات التي إكتسبناها طوال هذه الفترة؟ وما الذي يخبرنا جينومنا في هذه الفترة عن تطورنا؟ ما الذي أضافه تغير طبيعة المجتمع الذي نعيش به؟ فالمجتمع الزراعي عند نشوءه حينما تحولنا من الصيد الى تربية الحيوانات والزراعة, لابد أن يكون لهذا التغير أثر تطوري علينا.
هذا الوثائقي هو رحلة ممتعة, من مراكز بحوث الحامض النووي والهندسة الوراثية وعلم الأمراض وتطورها الى المناطق الأكثر خطورة على الإنسان حيث يسلط ضغط إنتخاب طبيعي قاس. ويحكي لنا قصة تبدأ من ظهور أولى الأجناس البشرية ويمر في تسلسل زمني عبوراً بالألاف من السنين. حتى يصل الى يومنا هذا, إذ أصبحنا نقوم بتحديد الصفات البشرية التي نريدها في أطفالنا من الجنس ولون العين ولون الشعر والذكاء والقابلية الجسدية.
