تطالعنا وسائل الإعلام بين الفينة والأخرى بنوع فريد من الجرائم يختص بها المسلمون دون غيرهم. وأنا لا أعني هنا الإنتحار بواسطة الحزام الناسف وهي جريمة أخرى ابتدعها أتباع دين محمد القرشي. أنا هنا أتحدث عن ما يسمى ˝جرائم الشرف˝. القارئ المسلم لن يستغرب من هذا المفهوم المقلوب لأن حياته مقلوبة أصلا و مفاهيمه ملخبطة منذ الولادة. من سيستغرب هو الإنسان المتحضر من غير المسلمين إذ كيف تكون جريمة شريفة أو مرتبطة بالشرف؟ هذه التسمية تشبه شيء مثل ˝اللص الظريف˝ وهي شخصية خيالية من الأفلام السينمائية أو ˝البلطجي المتسامح˝ وهي تسمية ألفّتها للتو. لكن في الإسلام هذه المفاهيم الغريبة والغير منسجمة داخلياً ليست خيالية بل أمر مألوف ومقبول كذلك.
جريمة الشرف هي قيام رجل مسلم أو أكثر بقتل امرأة مسلمة أو أكثر من محارمه. يعني أن يقتل أخ أخته أو أب ابنته أو عم ابنة أخيه وهكذا وهذه خاصية مهمة وسأبين لماذا لاحقا. و يجب علينا في هذا المقام أن نميز بين ˝جريمة الشرف ˝و ˝جريمة العاطفة˝ لأنهما متشابهتان شكلاً لكنهما مختلفتانً كليا في المضمون. جريمة العاطفة تحدث بين شخصين ليس بينهم ارتباط جيني، بمعنى القاتل والمقتول ليسوا محارم بالمعنى الإسلامي. كما أن هذه الجريمة تحدث عند غير المسلمين أكثر من المسلمين الذين اختصوا بالنوع الأول.
جريمة العاطفة تحدث عندما يعتقد شخص أن شريكه العاطفي يخونه أو ناوي أن يهجره. دافع الجريمة عاطفي بحت وغالباً يحدث في لحظة غضب وبدون تخطيط مسبق لكن ليس بالضرورة. المثال الكلاسيكي هو الرجل الذي يعود إلى البيت مبكراً من العمل ليجد زوجته في الفراش مع جاره فيخرج المسدس من الدرج و يخلصّ على الإثنين في لحظة فقد فيها أعصابه. بعض الدول تعطي عقوبة مخففة للقاتل في هذه الحالة بسبب عامل ˝فقدان العقل المؤقت.˝
جريمة الشرف كائن مختلف تماما. وجه التشابه الوحيد بينها وجريمة العاطفة هو القتل أما الباقي فمختلف من الدافع إلى هوية القاتل والمقتول إلى الترًصد. الإختلاف الأول كما قلت هو أن جريمة الشرف تحدث بين محارم وليس أزواج .أما الإختلاف الثاني هو أن الضحية دائما امرأة والقاتل دائما رجل. ثالثا جريمة الشرف لا تحدث في لحظة غضب بل هي مخطط لها مع سبق الإصرار والترصد. رابعا دافع الجريمة ليس الغيرًة أو الخوف من فقدان الحبيب بل هو الخوف من فقدان شرف العائلة أو العشيرة في نظر اًلمجتمع الإسلامي. لكن لماذا يختص المسلمون بهذا النوع من الجرائم دون غيرهم؟ هذا يأخذنا إلى مفهوم العار.
لقراءة المقال كاملاً حمل عدد المجلة من هنا
