الإلحاد بمفهومه العام هو وصف لأي موقف فكري لا يؤمن بوجود إله واعي للوجود، أو بوجود “كائنات” مُطلّقة القُدرة (الآلهة)، والإلحاد بالمعنى الواسع هو عدم التصديق بوجود هَذه الكائنات (الآلهة) خارج المخيلة البشريّة. لأن شرط العلم (بحسب أفلاطون) هو أن يكون المعلوم قضيّة منطقيّة صحيحة، مثبتة، ويمكن الاعتقاد بِها، ولما كان ادعاء وجود إله، بحسب المُلحد غير مُثبت، فإن التصديق بوجود إله ليسَ علماً وإنما هو نمط من “الإيمان” الشخصي الغير قائم على أدلة، وما يـُقدم بلا دليل يمكن رفضه بلا دليل. ومن هَذا فإن الإلحاد الصرف هو موقف إفتراضي, بمعنى أنه ليسَ إدعاءً وإنما هو جواب على ادعاء بالرفض.
المنطق العقلاني هو ما يقوم على الدليل والبُرهان للتصديق بقضيّة ما…ليسَ على عادات وتقاليد يتوارثونها أبناء المُجتمع الواحد والتي تتباين مع المُجتمعات الأُخرى حسب الرقعة الجغرافيّة والفكر السائد في تلك البيئة..
إذن عندما يأتي شخص إليك ويدعي أن فُلاناً اشترى منزلاً بدون أن يُطلعك على أوراق ثبوتيّة ومُستندات تثبت هَذا الإدعاء..فمن المنطقي أن لا تُصدق أو تعتمد على هَذا الإدعاء في قراراتك و…إن كان هَذا الإدعاء حقيقة..وإن لم تستطع نفيه..
لكن مع الأسف المُتدينون لايفهمون أو لايريدون أن يفهموا هَذه القاعدة المنطقيّة ويكون جوابهم دائما ”عدم العلم بالشئ لايثبت نفيه”.. رغم ان المُلحد لايحاول نفي شئ بقدر مايطالب به من برهان على إدعاء يُفرض عليه بالقوة أحياناً من غير بُرهان أو بينة بل أساطير وأقاويل ماوراء الطبيعة وقوانينها.